البعض منا يعتقد أن التعليم و التربية من مهمة المؤسسة التعليمية فقط مع مجهودات الأم و يعتبر دور الأب يقتصر على العمل و الكسب لتحسين المعيشة .
فتعريف الرعاية الأبوية يقصد بها توفير الوالدين لأبنائهم البيئة المنزلية الجيدة التي تدعم التعلم و التي تتضمن توفير الأمن النفسي ، الرعاية الصحية ، التغذية الملائمة ، أساليب التربية و التنشئة الإيجابية ، تنمية السلوك و القيم والأخلاق ، و النصح و الوعى بأهمية التعليم و غيرها و التي تهيئ الطفل للحياة المدرسية و تؤسس شخصيته و سلوكه و دافعيته نحو التعلم.
و لا شك أن دور الأب الرئيسي هو أن يهتم بتوفير الحياة الكريمة لأسرته و لكن مع هذا الدور الرئيسي لابد من مساعدة زوجته فى تربية الأبناء و تهيئتهم بطريقة سليمة للتحصيل الدراسي .
ربما هذا الإعتقاد الذي أثر كثيرا على هذه الأجيال ، فالإنحراف فى سلوك الطفل و أخلاقه يكون سببه الرئيسي هو غياب دور الأب فى المنزل و تجاه أطفاله . فكل أب يجب أن يعيد النظر إذا أراد لأبناؤه تربية سليمة و تفوق.
دور الأب فى إنجاح العملية التعليمية
أن يكون قدوة حسنة لأبناؤه دوما ما يتخذ الأبناء آبائهم قدوة ، فمن المهم أن يحافظ الأب جيدا على سلوكه أمام أطفالة ، من المهم أيضا أن لا يسئ الأب فى التعليم أو المدرسة و المدرسين أمامه فقد يفقد الطفل الثقة فيه و بالتالي لن يتعلم منهم شئ يجب دوما الإشادة بالتعليم و أهمية أحترام المدرس و المدرسة و ليس هذا فى المدرسة فقط بل لكل شخص أو مؤسسة من الأفضل تعليم الطفل إحترام الأشخاص مهما كان منصبه أو مستواه.
المساعدة في تربية الأبناء يلزم على الأب أن يوفر بضع الساعات أسبوعيا يتفرغ فيها تماما لمتابعة أطفاله. و تقع علي الأب مسئولية أخري و هى أختيار المدرسه المناسبة لهم فليس المهم المدرسة الأقرب فمن الأهم أن تكون مؤسسة جيدة تعتنى بالطفل حق العناية و لا يوجد بها أى تقصير أو إهمال حتي يطمئن علي أطفاله بها .
توفير وقت للحديث و النقاش مع أطفاله فذلك يتيح لأبناءه مساحة حرة للحديث و سماع آراءهم و أفكارهم و تشجيعهم و الأهم من هذا عدم السخرية من أفكارهم فإذا كان هناك شيء خاطئ يمكن تقويمه بأي طريقة أفضل من السخرية و الإستهزاء ، لأن ذلك يقلل من ثقة الأطفال بنفسهم .
متابعة الأبناء و زيارة مدارسهم و يكون ذلك على فترات متقاربة ، فمن جهة سيشعر الطفل أن والده يهتم لأمره كثيرا و تدب فى روحه الثقة و الأمان والتقدير لمجهود والده ، و من جهة أخري يكون كتحذير من أي خطأ قد يرتكبه يجعله يفكر كثيرا قبل الإقدام على أي عمل سيء .
متابعة المناهج بنفسه مع أطفاله فيجب أن يهيئ الأب نفسه مرة أسبوعيا داخل المنزل يراجع مع أطفاله ما درسوه خلال الأسبوع و إذا كان جزء يحتاج شرح يقوم بتبسيط الامور و شرحها و لا بأس إن كان الأب لا يفهم جزء فى منهج طفله و لكن يلزم عليه البحث عليه و فهمه و مساعدته .
التشجع بإستمرار على زيادة المعرفة و الإطلاع فهي تزيد من قدرات الطفل و تساعده على الفهم ، و ذلك بتقديم القصص و الكتب المصورة و المناسبة لأعمارهم و زيارة المكتبات القريبة و شراء ما يلزمهم و من المستحسن تطبيع الطفل على القراءة منذ الصغر في أوقات الفراغ حتي يستفاد من وقت فراغه في شيء مفيد و يديم علي هذه العادة الحميدة .
وفي النهاية دور الأب لا يقل أهمية عن دو الأم و أن كل منهما مكمل للآخر لتربية الأبناء تربية سليمة .