هل تطمحي إلى علاقة متميزة مع طفلك؟ هل تريدي أن تكوني أماً ناجحة لأطفال أصحاء نفسياً وبدنياً وأكثر سعادة واطمئنان.
قد تظن الكثيرات منا أن مجرد تلقين أطفالنا قيماً تربوية إيجابية كفيل بتحقيق النجاح في أمومتنا ويصطدم معظمنا باستعصاء الطفل على الانقياد لتلك القيم وإتباع تلك المفاهيم ويتم تفسير ذلك على أن الطفل هو المسئول عن ذلك الفشل ولا نكلف أنفسنا بمراجعة السلوك التربوي الذي انتهجناه في التلقين. فأدى ذلك إلى مزيد من توترالعلاقة بيننا وبين أطفالنا والسبب الحقيقي اننا لم نفهمهم جيداً .. ولم نهتم لحاجاتهم ولم ننشئ جسرا ايجابيا بيننا وبينهم.
الجسر الايجابي يصنع بينك وبين طفلك علاقة متميزة .. قوية متينة و متألقة على الدوام بالحب والمودة
الأمومة الايجابية
للاطفال حاجات أساسية في الحياة ليحيوا حياة صحية وعاطفيه وجسديه سليمه ليكونوا قادرين على الشعور بالآمان والانتماء الأسري والحرية الشخصية ويتم توفير تلك الأحتياجات من خلال الوالدين ..
وهناك طرق وأساليب مختلفة لأمومة إيجابية تعتمد على المحبة كدليل في الحياة لمساعدة أطفالنا في نموهم السليم العاطفي والجسدي لابد من إتباع عده طرق لبناء جسر ايجابي قوي ومتين بين الاباء واولادهم…
تعامل الأم الحكيمة طفلها دوماً كشخص مهم ونافع له دوره الأساسي في الأسرة وهي تصر على احترامه وتعزيز ذاته من خلال المديح الصادق .. والمكافآت الملائمة لأفعاله ..وإعطائه مساحة من الاستقلال تتناسب مع عمره فتتفهم رغباته وغرائزه وأحلامه التي يريد تحقيقها .. فمثلاً ..لإتباع هذه الخطوه
- أخبري طفلك أنك فخورة به
- أثني عليه عند قيامه بعملٍ جيد أو أكماله لعمل ما
- قدمي له هدية لمشاركته في عمل منزلي
- ثم مهما بدر منه من تصرفات غير لائقة أخبريه دوماً أنك تحبيه
أن من علامة الأمومة الفعالة إنفاق الكثير من الوقت على الحب والتواصل الجيد.. وبثه في نفس الطفل من خلال اللمسات الإيجابية .. والقبل والأحضان الحانية والتربيت على الظهر .. ومسح الصدر براحة الكف ..والضم والشم ..والاتصال البصري بالنظرات الحنونة ..
والاتصال السمعي بالكلمات الساحرة المفعمة بالحب والود .. فمثلاً ..
- أنظري مباشرةً على عيني طفلك عند حديثه معك
- ربتي على كتف طفلك إذا حدثك عن موقف مر به
- أو احضنيه إذا قص لك قصة .. أوشكا لك أمرٌ يقلقه
من الضروري أن تظهري سرورك وفرحك لما يقدمه من انجازبضمه وحضنه والتربيت علي كتفه وتأكيد ذلك الفعل بعبارات التشجيع والثناء.
ملائمة الطفل لعمره الزمني والعقلي
لا تنتظري من طفلك أن يعي الأمور بفهمه وإدراكه .فالأم الحق هي التي تسعى جاهدة لتعليم طفلها والصبر عليه حتى يدرك الأمور بشكل صحيح ..فهي مرنة في تعاملها معه من هذا الجانب وتكيف أعماله المفروضة عليه حسب خبراته وتجاربه أو تتحداه بها بطريقة تنمي معرفته وتشكل إمكانياته فيتوسع إدراكه ويتطور اجتماعيا وعاطفياً ..بمستوى ملائم لعمره الزمني والعقلي فمثلاً ..
- ليكون طفلك إيجابياً في علاقاته في الحياة ككل
- قبل أن يكون إيجابياً في تعامله معك علميه علم المعيشة ..واجباته ووحقوقه كيف يشكر الآخرين كيف يعامل أخوته زملائه .. لمية كيف يقوم بمهامه كفرد في المجتمع وكيف يقدم المساعدة للآخرين .. كيف يحصل على احتياجاته على رضا والده كل هذا يتم من خلال تدريب الطفل وتواجد القدوه والنموذج الجيد ..
- عالجي طفلك بالمودة وعلميه كيف يعالج أخطائه وسلوكه ..
- شجعيه على الحديث عن مشاكله وطرح الحلول لها .. واختيار الصحيح .. واخبريه بتجاربك السابقة المماثلة لمشاكله.
الأمومة تعني الصدق بكل صوره ومعانيه .. فلا تخبر طفلها اشياء لم تحدث .. أو تمارس خدع لتخفي بيانات وحقائق معينة ..
فالأفضل عدم التحدث عن أمر إذا أريد أخفاء معلومات فيه ولابد من إئتمان الصدق في حديث الطفل وعدم تكذيبه وهدم الثقة لديه بل تأسيس علاقة تقوم على العهد والأمانة معه ..فمثلاً ..
- إذا كنت لا تعرفي إجابة سؤال ما ابحثي عن المصدر الصحيح للإجابة ..
- ائتمني طفلك على إجابة أسئلة صعبة وحرجة ولا تشككي في حقيقتها ..
أخبري طفلك أنك فخورة به لمشاركته معك في الحوار والمناقشة لا تظهري انفعالا كانزعاج أو صدمة من مشاركة طفلك في النقاش في أمور حساسة أو في مواجهة معك لابد من التصحيح الثابت الصادق المتحلي بالعطف والحب لأخطاء طفلك فالأمومة لا تحمل حقداً أو انتقاماً أو مذكرة لتسجيل الأخطاء وحسابها أنما هي تعرض التعليمات المعقولة والمفهومة للطفل ليتبعها من خلال أسلوب اللطافة والصبر والتأني على الطفل حتى يدركها وينفذها وينمو سليماً خلاقاً في بيئته ..
فمثلاً ..
- وضحي لطفلك دائماً أخطائه قبل معاقبته .. ويجب أن يكون العقاب ملائم لعمر الطفل ومصلحته
- إذا خالف أمراً ما أجعلي هناك عقاب ثابت لتلك المخالفة ويقتضي مدة زمنية قصيرة وينتهي
- يغضب الوالدين من أطفالهم لذلك لابد من أخبار الأطفال بالسلوك المسبب للغضب وحثهم على تجنبه وتحديده كمسبب للعقاب.
من أولى اهتمامات الأمومة التعزيز
فالتشجيع والمكافأة بشكل دوري وثابت هي حاجات أساسية لنمو الطفل ..
تمنحه قدراً ومكانة وتشكل نماذج جيدة لأطفال طبيعيين يقظين أذكياءيهتمون بأنفسهم ويشاركون في صور الحياة المختلفة .. فمثلاً ..
- أقضي وقتاً مثمراً مع طفلك وهو يعمل واجباته ..وشاركيه اللعب صنع أعمال يدوية مختلفة و الرسم الأعمال المختلفة ..
- طوري قدراته وإمكانياته وشجعيه على ممارسة اهتماماته وهواياته ..ومساعدته على الاستقلال بنفسه من أمثلة المشاركات المختلفة مع الطفل .
- قراءة كتاب سوياً فصلا كل ليلة طبخ وجبة سهلة مفصلة سوياً ..أو الخروج معه للعشاء كل شهر ..
الطريق إلى الأمومة الصحيحة ليس واحداً فبمرور الوقت قد تحدث الأزمات والمشاكل وتضيع منا الحلول السليمة فالأم الناجحة حقاً لديها شبكة فعالة من الأصدقاء والأقارب ذوي الخبرة .والأخصائيين المحترفين الذين لا يألون جهداً في تقديم المساعدة والنصيحة عند الحاجة ..
فمثلاً ..
- عليك تحدي نفسك لإيجاد حلول جديدة ومختلفة لما تواجهك المشاكل .. تكلمي مع أمهات أخريات وصديقات واجهوا مشاكل مشابهة لمشاكل طفلك وتعرفي على الحلول المثمرة من خلالهم ..
- احصلي على استشارة من متخصصين في الطفولة ..
وأخيراً .. إذا أردت أن تكوني أمّاً ناجحة ما عليك إلا أن تفهمي عالم الطفل كما هو حقيقة.. وتتقبلي فكرة أنكيِ لستِ ‘أمّاً كاملةً’..إذ ليس هناك أم كاملة إطلاقاً وليس هناك أم سيئة إطلاقاً فطوري نفسك باستمرار كي تطوري سلوكك تجاه طفلك لتتمكني من التعامل الإيجابي معه بما يناسب عالمه الخاص واعلمي انكي معهد التربية الذي يتربي فيه اولادك وأي سلوك تقومين بيه ينقله الطفل كما هو فحاولي مراقبه نفسك في كل سلوك..
تحياتي
سلمي عادل