الطفل المبدع
في البداية الطفل المبدع يوجد لديه بعض السمات التي تدل أن لديه ميول إبداعية و التى تساعده في كونه طفل مبدع و هى:
أنه يميل بنسبة عالية جدا إلي الفضول و الإستكشاف ، فهو يريد التعرف علي جميع الأشياء التى تدور حوله ، ويكره إتباع الأساليب التقليدية في أعماله ، و الطفل المبدع يميل إلي اللعب بألعاب يوجد بيها فك و تركيب و لا يمل من صعوبتها و يحب التنافس و التحدي .
و للأسف أن أغلب الأسر لا تقوم بدور إيجابي يكتشف و يدعم الإبداع عند أطفالها ، و ذلك بسبب نقص الخبرة ، أو عدم الإدراك لموهبة الطفل أو سوء التعامل معه ، فالأهل يمثلوا دورا مهما في إكتشاف مواهب أطفالهم في مرحله مبكرة و رعايتها و تنميتها .
هل التلميذ المبدع هو نفسه التلميذ المتفوق دراسيا ؟
للإجابة علي هذا السؤال يجب أولا معرفة معني الإبداع
الإبداع هو التفوق في شئ ما لدرجة إتقانه بطريقة صحيحة و مختلفة عن المعتاد و للوصول إلي الإبداع هناك حب للمجال أو هواية يلزم دعمها بالممارسة و المعرفة و الخبرة ثم إتقانها ثم التغيير و التجديد فيها و هكذا .
ليس من الضرورى أن يكون الطفل المتفوق مبدع و قد يكون مبدعا علي حسب الإهتمام بهواياته .
غالبا ما يبدع الطفل في هواية يحبها أو شيء واحد فليس من العادة الإبداع يكون في عدة مجالات للشخص الواحد .
أما التفوق الدراسي فهو السابق لزملاءه في إستيعاب المواد الدراسية و حفظ المناهج وراء الحصول علي أعلي المعدلات في الإختبارات و تشمل ذلك جميع المواد خلال السنة الدراسية الواحدة .
قد يكون المتفوق مبدعاً و قد يكون غير مبدع فالتفوق الدراسي ليس مقياسا للإبداع .
حتي يكون الطفل مبدعا هناك خطواتان لابد من التركيز عليهما:
أولهما إكتشاف موهبة الطفل و المجال الذي يحبه ثم ينمي موهبته و يطورها.
كيف تكتشف موهبة طفلك و تنميها لمرحلة الإبداع ؟
هناك عدة طرق لإكتشاف و تطوير المواهب و أهمها :
- هناك مراكز صيفية للأنشطة و إكتشاف المواهب :تعمل هذه المراكز في الاجازة الصيفية للمدارس بأساتذة متخصصين لإكتشاف هوايات الطفل و تجهز هذه المراكز بعدة معامل و وصالات تدريب للألعاب أو الفنون و غيرها .
- التركيز عند لعب الأطفال :عند متابعة الوالدين طفلهم أثناء اللعب علي ما يحبه و ماذا يفعل أو ما يفضل مشاهدتة من أفلام أو برامج مختلفة خلال فترة ليست بقصيرة حتي يفهم الوالدين طريقة تفكيره و يميزون ما يفضله الطفل دون الباقي .
- متابعته خلال الفترة الدراسية :معرفة أي المواد يفضلها و أيها متميز فيها من دون المواد الأخري و مقابلة معلمي المواد من وقت لآخر ، فالمجال المتميز فيه من دون الآخر يعني أنه يحبه و يمكنه التخصص فيه .
أما الخطوة الثانية فهي التدرج من الموهبة و الوصول بها لقمة الإبداع
إذا كان الوالدان يريدان تنمية موهبة الطفل و توصيله إلي الإبداع في هوايته فذلك من خلال :
تشجيع الطفل و تحفيزه دائما حتى لو كان ما يفعله غير ضروري و لكن المهم أن يكون رد الفعل إيجابي ، و دعمه بزيارة المكتبات و شراء كتب و قصص تناسب عمره و تناسب الموضوعات التي يفضلها لتوسيع دائرة معرفته .
إرساله أثناء العطلات إلي مراكز أو كورسات لتنمية موهبته و ممارستها بشكل طبيعي، وتحضير أدوات تساعده علي اللعب أو التدريب في المنزل .و ايضا يجب على الوالدان مشاركته في اللعب و النزول لمستوى تفكيره ونصحه بطريقة مبسطة .
البحث عن موضوعات تساعده لتوسيع نشاطه و دعم موهبته فمثلا محب الرسم و الفنون يمكن تعليمه برامج الفوتوشوب لأن الرسم الالكتروني لا يقل أهمية عن الرسم اليدوي .وتحفيزه ببعض الهدايا عند إنجاز أي عمل و لو بسيط .
و في النهاية يجب أن ننوه علي أهمية إكتشاف مثل هذه المواهب في سن مبكرة و الأهم عدم إحباط محاولات الأطفال أو السخرية من بساطة تفكيرهم حتي لا يفقد الثقة في نفسه مبكرا ، فالوالد الواعي هو من يدعم طفله و يقومه و يوجهه للطريق السليم فيما يحب .